هبطات العيد في ولاية الرستاق

هبطات العيد تقليد شعبي وموروث حافظت عليه الأجيال المتعاقبة نظرا لما لهذه العادة التي تسبق الاحتفاء بالعيد من أثر اجتماعي وعائد اقتصادي حيث تترقب الأسر الأيام الأخيرة من شهر رمضان لتبدأ مرحلة الاستعداد للعيد كل حسب احتياجاته من متطلبات العيد، ومع اليوم العشرين من شهر رمضان تبدأ هبطة العيد في سوق الرستاق لتتواصل حتى التاسع والعشرين في مشهد يومي حيث تتجسد في هذه الهبطات كل معاني الترابط الاجتماعي وتتأصل العادات والتقاليد العمانية العريقة.

تشهد هبطة ولاية الرستاق حركة شرائية قوية حيث تتوافد جموع المواطنين والمقيمين من قرى ومناطق الولاية والولايات القريبة وسط إقبال على شراء مختلف السلع والاحتياجات الأسرية سواء للأيام العادية أو احتياجات الأسرة من لوازم عيد الفطر والأواني وغيرها من المستلزمات ويعتبر سوق ولاية الرستاق من أشهر الأسواق بمنطقة جنوب الباطنة والمسمى (بو ثمانية) حيث يجد الفرد كل ما يلزم من احتياجاته للعيد السعيد.
ففي عرصة المناداة للأبقار والأغنام دائما تسجل حركة بيع وشراء كبيرة من خلال الأعداد الكبيرة من الماشية التي تجلب لهبطة العيد.

ففي سوق الرستاق تشهد  حركة تسويقية وشرائية لمختلف السلع والبضائع فهناك الإقبال على شراء السمن البلدي العماني والمشاكيك و(خصفة الشواء) المصنوعة من سعف النخيل والتي يقبل عليها عامة الناس في هذه المناسبة إلى جانب شراء السكاكين والمواد المستخدمة في ذبح لحوم العيد والألعاب الأطفال بالإضافة إلى أوراق الموز التي تستخدم في لف لحم الشواء قبل وضعها في التنور كما كان هناك جانب من الحلويات مثل القشاط والزلابيا والمكسرات مثل الفستق واللوز.كما يشهد سواق الخضراوات والفواكه إقبالاً منقطع النظير. أما في سوق السمك فتتوافد جموع المشترين على شراء الأسماك مثل السهوة والشعري وغيرها وكذلك الأسماك المجففة كالعوال وكانت الأسعار مناسبة وذلك بسبب كميات الأسماك المعروضة.
وفي  الأسواق الخاصة ببيع العطور والملابس والكماليات والخياطة حيث تشهد هذه المحلات كذلك حركة نشطة استمرت إلى منتصف الليل بغية شراء العطور والهدايا والملابس واللوازم الأسرية استعدادا لعيد الفطر. أما محلات بيع الحلوى فالإقبال عليها متميزا وذلك لشراء الحلوى العمانية المختلفة حيث يتوافد المشترون لحجز كميات من الحلوى العمانية التي تلقى اهتماما بالغا في المائدة العمانية في جميع المناسبات نظرا لجودة صناعتها ومذاقها الطيب في حين يشهد سوق الذهب والفضة بولاية الرستاق اقبال العديد من الأسر العمانية من القرى والولايات والمناطق المجاورة للولاية على اقتناء الذهب والفضة ابتهاجا بالعيد السعيد.
كما يكون للمرأة جانب آخر من حيث الاستعدادات لاستقبال عيد الفطر بجانب دورها المنزلي فتقوم المرأة في ولاية الرستاق مع أفراد أسرتها بشراء الأواني المنزلية وعملية صنع الحناء العماني وممارسة الخياطة والتفصيل وتهيئة المنزل لاستقبال أيام عيد الفطر السعيد ما تجدر الإشارة إليه أن هبطة سوق تبدأ في العشرين من شهر رمضان وحتى التاسع والعشرين من الشهر المبارك.