حرفنا اليدوية وصناعاتنا التقليدية
حرفنا اليدوية وصناعاتنا التقليدية
تحتل حرفنا اليدوية وصناعاتنا التقليدية قديمها وحديثها مساحات واسعة من تراثنا العماني الاصيل،حيث تعتبر شعلة لمنارات العصورالذهبية التي خلت ومنظرا لحضارتنا التي سنظل نتباهى بها بين الأمم. ومن أشهرها الصناعات العمانية التقليدية والمشغولات اليدوية التي تحظى بسمعة طيبة على مستوى منطقة الخليج العربي وشبه الجزيرة العربية والدول العربية وعدد من دول القارة الآسيوية والافريقية والاوروبية والامريكيتين. وتعد رمزا لأصالة الشعب العماني الذي حرص ويحرص على وجودها في كل بيت، الى جانب العديد من المناسبات. كما يحرص الزائروالسائح قبل مغادرته أرض السلطنة أن يحمل معه شيئا منها ليقدمه هدية لأهله وأقاربه وأصدقائه.
وقد عرفت ولاية الرستاق ومنذ القدم بالعديد من الصناعات كالصناعات الفضية كالخنجر العمانية الأصيلة وكذلك صناعة السيوف وغيرها من الحلي كصناعة الحلي النسائية والصناعات الخشبية كالأبواب التقليدية والنسيج والازار والسباعيات (السباعية) والحصر والقفران (قفير) والملاهب (ملهبة – مشبة- مروحة) والمجامع (مجمعة- مكنسة) والجذوع (جذع أشجار النخيل) والحبال والمجامر(مجمر) والمناجير(منجور) ويظهرابداع وفن العمانيين منذ قديم الزمان اهتمامه وإتقانه للصناعات بكافة أنواعها وأشكالها.
صناعة الحلوى العمانية:
تشتهر ولاية الرستاق كغيرها من الولايات بصناعة الحلوى العمانية حيث اشتهر بوجود العديد من المصانع قديما وحديثا، ولهذه الحلوى مذاق خاص لدى العمانيين حيث لا تخلو أي مناسبة من وجودها لما لها من مذاق طيب ويدخل في صناعة الحلوى مواد عديدة اهمها: النشأ والبيض والسكر والماء والسمن والمكسرات والزعفران والهيل وماء الورد المحلي (الجبلي) والخارجي. حيث تخلط جميعها بنسب ومقادير محددة ومعروفة من قبل الصناع العمانيين المهرة. فيوضع (المرجل) المصنوع من النحاس وهو قدر خاص مقعر وسط دائرة مفتوحة بنيت من الطين تسمى (التركبة أو الموقد أو الفرن او التنور) ، لمدة لا تقل عن ساعتين ولا تزيد عن ثلاث ساعات تشعل تحت هذه الدائرة نار هادئة من حطب السمر او بواسطة الغاز.
الموقد أساسها
يعتبر موقد حطب السمر او الغاز أو الكهرباء من الأساس في طبخها إلا انه يفضل أن تطبخ على مواقد الحطب المستخرجة من أشجار (السمر او القرط او الغاف) التي تنتشر في سيوح معظم ولايات السلطنة نظرا لصلابتها وقوتها حيث لا تنبعث من بعضها الرائحة أو الدخان. والحلوى العمانية يمكن أن تحتفظ بجودتها لأكثر من أربعة إلى ستة أشهر دون أجهزة تبريد او تسخين كبعض المواد التي لا تتحمل البرودة او الحرارة أو تحفظ في مواد حافظة. وعادة ما تقدم في اواني فخارية تسمى( الدسوت)جمع دست وهو طبق دائري بمختلف الاحجام الصغيرة منها والمتوسطة والكبيرة الى جانب الانواع الاخرى المصنوعة من المعدن والبلاستيك لكن الكثير من الناس يفضلون الفخار وذلك حسب الطلب والنوعية للمناسبة. وتعتبر الحلوى رفيقة العماني في كل المناسبات لا سيما في أفراحه ، فلا يخلو بيت عماني من الحلوى، خاصة أوقات الاحتفالات العامة او الخاصة والأعياد والمناسبات الدينية وغيرها لأنها تعتبر زينة المائدة العمانية.
شهرة خارج الحدود
بلغت شهرة الحلوى العمانية الآفاق البعيدة إلى درجة ان العمانيين يمكنهم التمييز بين حلوى أي دولة من الدول العربية المجاورة او أي ولاية من ولايات السلطنة عبر حاسة التذوق والشم والطعم، ونجدها تشهد رواجا كبيرا في الأسواق العامة والخاصة لاسيما الأسواق الشعبية التي تشتهر بها كافة ولايات محافظات السلطنة، فنجد التنافس الكبير في صناعتها من قبل العديد من الخبراء والمهرة بين ولاية وأخرى وكذلك تزايد الحركة التجارية الملحوظة للبيع والطلب عليها، ويعود الفضل في ذلك لكثرة المناسبات، خاصة مواسم الزواج الذي تشهده محافظات السلطنة في فصل الصيف إضافة الى ذلك عند اقتراب فصل الشتاء وانتهاء موسم قيض الرطب.
:صناعات الحلي
يعرف صاحب هذه الحرفة ( بالصائغ ) ، وهي من الصناعات ذات المردود الاقتصادي الجيد ، وتعتبر الرستاق ونزوى من اهم مراكز صناعة الحلي ، ويشتهر صناع الحلي والفضة بصفة خاصة بالنقوش الدقيقة للزهور اما الاشكال الشائعة فهي سلاسل من الجواهر اما مقطوعة من لوح فضي او منقوشة ببتلات هندسية. وتعتبر الحلي والفضيات من أكثر الصناعات العمانية التقليدية شهرة وإتقانا حيث عرف العمانيون هذه الصناعات منذ القدم وهي ترتبط ارتباطا وثيقا بالمناسبات الاجتماعية كالأعراس والأعياد حيث تأتي كإحدى أساسيات زينة المرأة في الزواج والمناسبات السعيدة إضافة إلى أنها كانت تمثل قيمة اقتصادية نظرا لكونها من الصناعات التي يعاد تصنيعها لذلك كانت ترتبط بالأوضاع الاقتصادية للمجتمع العماني ارتباطا بالوضع الاجتماعي والحلي متمثلة في زينة المرأة كالمرية والخواتم والحجول كانت تؤكد وتكرس لموروث بيئي واجتماعي يعتز به العمانيون ولا يزالون يحافظون عليه حتى وقتنا الحالي مع ادخال كثيرمن التجديد عليه.. وتأتي صناعة الخناجروالسيوف كأحد الملامح الوطنية التراثية والحضارية.