تاريخ سوق الرستاق (أبو ثمانية)
يقع هذا السوق بالقرب من القلعة وسط المدينة , وتمر تحته ” شرجة الطاغي ” من الجهة الشرقية , وعرف ” بسوق أبو ثمانية ” أي ثمانية أبواب , أربعة بسورة الخارجي وأربعة بقصبته الداخلية , بني على شكل مربع تتخلله سطور الدكاكين كالأضلاع وسط مربع , وفيه عرضان , أحداهما للحيوان التي تباع بالمزاد العلني وتقع شرقا على باب الشرجة , والأخرى لبيع المواد الغذائية ( كالثوم والبصل و الفواكه العمانية وغيرها ) في ذلك الوقت حيث لا يرد إلى عمان شيء من خارجها , ولكل باب من الأربعة الخارجي مسمى , فالشمالي “باب الغشب” وهو الباب الرئيسي , ” وباب الشرجة ” وهو الباب الشرقي ,” وباب الحصن ” وهو الباب الجنوبي , ” وباب الصايغي ” وهو الباب الغربي نسبة إلي فلج الصايغي الذي يمر غربي هذا السوق , والمنطقة من غربي هذه الساقية تسمى ( سوق قديم ) , وهي محلة وليست بسوق , ولغ=علها نسبة إلي ما كانت علية .
وفي هذا السوق بالزاوية الجنوبية الشرقية بئر تزود السوق بالماء للشرب , ولصناعة الحلوى , وللمخابز , وكان يباع الماء في آنية من خزف للشرب بمختلف أحجامها , وتبرد بالهواء الطبيعي , وكانت تقعد أرض شهريا لبيت المال ويبلغ أقصى ارتفاع قعده ( خمسمائة قرش فضية نمساوية ) , وهذا القعد خاص بالعرصات وما يباع من السلع علينا على أرضه , أما أجار المحلات التجارية فتلك تدفع سنويا بمبلغ رمزي يعود لبيت المال عن طريق وكيله , وعلى كل مستأجر أن يصلح محله بنفسه كيفما أراد بدون أن ينقص من الأجار شي, ويدفع الأجرة سنويا ولو لم تستخدمه , وإن طابت نفسه انتقل لغيرة , وإن أبى أن يدفع أخذ منه جبرا.
وكانت التجارة محصورة داخل أروقته فقط حتى السلع المتنقلة , لأجل الحصول على أجار المحلات والأرض المفتوحة لصالح بيت المال , ويقرر الشرع الشريف أجار القعادة للسلع اليومية التي تباع بالمزاد العلني , حتى لا يكون هنالك جور من المستقعد على أهلب السلع.
ويعود تاريخ بنائه أيام دولة اليحمد ولم يكن هذا السوق من بناء دولة اليعاربة , ولم يطرأ عليه تطوير عما كان عليه حتى يومنا هذا , وكان بنائه بالطين والطوب والحجر طيلة هذه المدة إلى عصرنا هذا , والأيام تنتظر إعادة بنائه بالمواد الحديثة والشكل العصري إحياء للتراث وأسوة بغيره من ألأسواق في المدن والقرى.